كرمت الملحقية الثقافية العمانية بكوالالمبور الطالب محمد بن عبدالله الجابري من جامعة تايلورز الماليزية بمناسبة حصوله على جائزة أفضل مشروع تخرج على مستوى الجامعة في مجال الطاقة المتجددة والاحتباس الحراري. ويدرس الطالب في سنته الأخيرة تخصص هندسة كهربائية وإلكترونية، ولديه إهتمام واسع بالقضايا البيئية خصوصا الإحتباس الحراري ذلك المرض الذي يهدد كوكب الأرض والذي لا عقار له سوى مصادر الطاقة المتجددة، وبذلك أخذ الطالب محمد الجابري على عاتقه توسيع حدود البحث للمشاركة في تطوير هذا الجانب في السلطنة طامحا بأن تصبح سلطنة عمان يوما ما بلدا تولد الطاقة الشمسية بدلا من الوقود الاحفوري.
وقد صرح الطالب محمد الجابري بهذه المناسبة وقال يسعدني بداية أن أتقدم بالشكر لبلدي عُمان على اهتمامها بأبنائها وتوفير الفرص التعليمية لهم خارج البلد، كما أشكر وزارة التعليم العالي في عمان، والملحقية الثقافية العمانية بكولالمبور على الاهتمام ومتابعة الطلبة وعلى هذا التكريم، كما قال أيضا: “حصولي على جائزة أفضل مشروع تخرج على مستوى الجامعة هو نتيجة عزم وعمل جاد الى جانب اليقيين بأن كل إنسان قادر على التغيير وإن كل ما يحتاجة هو الايمان بفكرتة وسعيه بجد واجتهاد لتحقيقها، وبهذا وتوفيق من الله يستطيع أن يصبح الشرارة التي قد تضيئ وتغير العالم نحو الأفضل ولا أرى أني أفوق زملائي ذكاءا ولكني آمنت بهذه الفكرة وكان المشروع بالنسبة لي ليس مجرد متطلب للتخرج ولكن دفعني اليه شعوري بالمسؤولية تجاه دورنا كمهندسين وباحثين أن نبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه البشرية والعمل بكل جهد واصرار وتكريس الوقت على مدار الساعة للوصول للنتائج وجني ثمار العمل”.
وأضاف الجابري قائلا: خلال دراستي للهندسة صادفت عدد كبير من الطلبة العمانيين الذين يمتلكون العديد من المهارات والقدرات وكنت دائما ما أشاركهم الأفكار والخطط حول كيف من الممكن أن نجعل عمان مكانا صديق للبيئة ولكن تجاوب الغالبية يكون سلبيا اعتقادا منهم بأن فقط الطلبة ذوي الدرجات العالية جدا هم من بإمكانهم تحقيق التغيير على هذا النطاق الواسع ولكن في الحقيقة أن الطريق للوصول الى النجاح هو الاقتناع بالقدرة على ذلك مقرونا بالعزيمة والمثابرة لتحقيق احلامهم.
وعن ماهية المشروع، أوضح الجابري بأن الطاقة الشمسية هي واحدة من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة كما أنها مستدامة ويمكن الحصول عليها في كل مكان على الأرض، ويمكن الاستفادة من هذه الطاقة باستخدام الألواح الضوئية التقليدية والتي تحول 20% كحد أقصى من الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائيه فقط، أما الطاقة المتبقية التي لا تتحول الى طاقة كهربائية تتحول الى حرارة ولا يستفاد منها كما أن الألواح الكهروضوئية تصبح أقل فعالية كلما ارتفعت درجة الحرارة عليها. النظام المقترح يجمع بين النظام الكهربائي والنظام الحراري في مجسم موحد يعمل على زيادة فعالية انتاج الطاقة الكلية. المشروع سلط الضوء على أهمية زيادة كفاءة هذا المجسم الذي تم بناءه من خلال تطوير معادلات رياضية خاصة لدراسة المجسم قبل البدء في بناءة والتي تعمل على قياس ومحاكاة المؤشرات الرئيسية التي تؤثر على الأداء العام للطاقه الناتجة. بعد تطوير المعادلات تم بناء النظام واستخدام النانو فلويد في مجمع خاص يسري فيه وهو عبارة عن سائل يحتوي على جزيئات مجهرية الحجم تقوم بامتصاص الحرارة بكفاءه عالية في الجامع الحراري لتزيل وتلتقط الحرارة من الخلايا الكهروضوئية وتسمح لكمية كبيرة من الطاقة الشمسية بالوصول الى المجمع وتتحول إلى حرارة وبالتالي زيادة الناتج الكهربائي من خلال الحفاظ على انخفاض درجة الحرارة على اللوحة الكهروضوئية وفي نفس الوقت الاستفادة من الحراره الممتصة لتسخين الماء على سبيل المثال.
وعن سؤاله عن مكان تطبيق المشروع، أجاب الطالب بأن الأبحاث في مجال الطاقة الشمسية ليست بالجديدة ولكن لابد من التركيز عليها وتطويرها وتنفيذها على أرض الواقع لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا المصدر الذي من الممكن الاستفادة منه بطرق عديدة فالطلب على الطاقة يزداد كلما زاد عدد السكان والمشاريع في القطاعات المختلفة كما أن السلطنة تمتلك المقومات البيئية التي تساعدها على أن تتبنى المشاريع الخضراء وأن تستبدل مصادر الطاقة غير المستدامة والتي لها آثار بيئية بطاقة نظيفة تكفل تغطية الطلب المتزايد على الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما أن القطاع السياحي أيضا من أهم القطاعات الحيوية التي قد تستفيد من تنفيذ أنظمة توليد الطاقة الشمسية خصوصا في مناطق الجذب السياحي التي تحرص السلطنة على أن تحافظ على طبيعتها البكر دون تدخل قد يسبب تلوث في هذه المناطق. والجدير بالذكر أيضا أن النظام في حالة تطويرة قادر على أن يغطي مايعادل 50% من الطلب على الطاقة الحرارية في المجال الصناعي ايضا.
التعليقات
التعليقات مغلقة