تعلم واكتشاف ما هو جديد ومختلف يتطلب مستوى عاليا من الرغبة، والمغامرة، والكثير من الجهد والمثابرة، يندرج تحت ذلك تعلم اللغات الأجنبية، يدرك الكثير منا ذلك، لكن قليلون منا من يمتلك القدرة على النجاح والاستمرارية في التجربة. وقد يكون الشغف هو السر، أن تكون شغوفا يعني أن تمتلك تلك الطاقة الخفية التي تدفعك للأمام.
الروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو (Paulo Coelho) يرى أن الشغف ” هو الاثارة التي يحدثها ما هو غير متوقع، هو الرغبة في التصرف بورع، واليقين أننا سننجح في تحقيق الحلم الذي طالما راودنا. يرسل الشغف إلينا اشارات لنهتدي بها في حياتنا، ويجب أن نعرف كيف نفك رموز هذه الإشارات”
لا يستكين الشغوف بهدفه، لمرارة الفشل، وقسوة الظروف، لذا لا يكل ولا يمل من المحاولة لإثبات الذات والوصول لمبتغاه
اللغة الصينية لا تحتوي على أبجدية وإنما تقوم على أكثر من 60000 رمز مرسوم، ويحتاج الشخص إلى 6000 رمز ليكون قادرا على قراءة جريدة. في حين أنه يحتاج من 6000 إلى 9000 رمز ليكون على إلمام كافٍ باللغة.

قبل 14 عاما، بدأت حكاية إسحاق العزري مع اللغة الصينية وتحديدا في العام 2002م حين كان يعمل موظفا في إحدى شركات النفط بالسلطنة، حيث نشر إعلان لمنح دراسية تقدمها الحكومة الصينية للسلطنة، ليقرر العزري خوض مغامرة مختلفة وجديدة بعيدا عن روتين الوظيفة. فتقدم لتلك المنح وتم قبوله، ليبدأ بعدها رحلته مع القرار الذي أصبح نقطة التحول في مسار حياته المهنية والثقافية. لم يكن لدى إسحاق أي خلفية عن اللغة الصينية ولا عن طبيعة البلد وثقافة شعبها، فكل شيء بدا جديدا عليه، ولكن رغم ذلك بجهده وصبره حول القرار الصعب إلى علاقة شغف وحب ربطته أكثر بهذه اللغة. عن تلك التجربة يقول العزري: اللغة الصينية تحتاج لجهد مضاعف مقارنة بالجهد الذي تحتاجه دراسة اللغات الأجنبية التي تعتمد على الحروف الرومانية، فاللغة الصينية لا تقوم على أبجدية، وإنما على رموز أو رسوم. في البداية واجهتني صعوبة نطق الكلمات وكتابتها والتي تعتمد بالدرجة الأولى على حفظ الرمز المناسب لكل كلمة. كما واجهني تحدى آخر وهو تشابه الكلمات الصينية في النطق واختلافها في الرسم والمعنى، فعلى سبيل المثال 伞 san مظلة المطر تنطق سان كذلك الرقم 3 ينطق سان 三san، تشابهت الكلمتان في النطق واختلفتا في المعنى وشكل الرمز. والرمز الواحد في الصينية يمثل كلمة مستقلة بذاتها، من اليسار لليمين، ومن أعلى لأسفل، ومن يخالف ذلك يكون قد أخل بقواعد الكتابة الصحيحة للغة. الطالب الصيني نفسه لا يمكن أن يكون على إلمام كامل باللغة، فكيف هو الحال بالطالب الأجنبي؛ لأنها لغة فكرية معقده نوعا ما.
وقد كنت خلال فترة دراستي للغة أحرص على تخصيص جزء من وقتي لممارسة اللغة مع أصدقائي الصينين، الأمر الذي ساهم مع مرور الوقت في تحسن مهاراتي في المحادثة والقراءة والكتابة كذلك. درست اللغة الصينية لمدة سنتين لأحصل بعدها على شهادة الدبلوم في اللغة الصينية من جامعة العاصمة، بعدها بدأ طموحي وحماسي لسبر أغوار هذه اللغة يزداد يوما بعد آخر، فحصلت على بكالوريوس في الاقتصاد الدولي والذي كان أيضا باللغة الصينية، ثم على درجة الماجستير في طرق تدريس اللغة الصينية من جامعة المعلمين بمدينة جوانزوا، وشاءت الأقدار بعد تلك الرحلة أن أعود لأرض الوطن وأشغل وظيفة أستاذ للغة الصينية بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق وهي الكلية الوحيدة التي تقوم بتدريس هذه اللغة. كما كان حصولي على المركز الأول في عام 2008م في مسابقة أفضل نشرة باللغة الصينية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي من أجمل ثمار تلك الرحلة. ومازال الطموح متقدا لمواصلة الدكتوراه في اللغة الصينية. كما أطمح لتطوير القاموس الصيني العربي، وأن أصل بطلابي لأعلى المراتب في تعلم هذه اللغة ليصبحوا قادرين على الكتابة والتحدث بها بطلاقة أكبر.
إن تعلم اللغات أصبح أمرا متاحا وفي متناول الجميع؛ وذلك من خلال توفر القنوات الشخصية على موقع اليوتيوب ومواقع الإنترنت. المتعلم الذي يمتلك رصيدا سابقا في اللغة الإنجليزية أو أي من اللغات الرومانيقية -كالفرنسية والإيطالية والبرتغالية-يسهل عليه تعلم الإسبانية.

شغفه بالسفر وحب الاكتشاف، وحبه للحضارة الإسلامية وأثرها على الأندلس، واهتمامه بمتابعة القطاع الرياضي في إسبانيا وزياراته المتكررة لنادي ريال مدريد، إضافة لتعرفه -خلال مرحلة دراسته للماجستير بأستراليا-على زملاء قدموا من دول تتحدث اللغة الإسبانية، أسباب أوجدت الشغف والرغبة والدافعية لدى عبد الرحيم بن مسلم الدروشي-طالب الدكتوراه في سياسات الرياضة في عمان والخليج بجامعة لافبرا البريطانية-لتعلم اللغة الإسبانية، إلى جانب اللغة الإنجليزية التي يتقنها ويدرس بها، وكذلك تجربة دراسته لأساسيات اللغة الجورجية 2004م من خلال برنامج للتبادل الطلابي مع جامعة تشرين باللاذقية في سوريا. وعن تجربته في دراسة اللغة الإسبانية يقول عبد الرحيم: بدأت بتعلم اللغة الإسبانية من زملائي فقد كنت أدون بعض الكلمات البسيطة، وأتابع بعض المباريات والتي يكون التعليق عليها باللغة الإسبانية مما ساعدني في اكتساب مخزون لغوي جيد من الكلمات، بعد ذلك حصلت على دورة في اللغة الإسبانية، ضمن رحلة دراسية إلى مدينة بلباو الإسبانية التي تعلمت فيها اللغة وذلك عبر المرور بعدة مستويات لغوية. بالنسبة لي لم أوجه ما يمكن أن أسميه بالتحديات الكبيرة في تعلم اللغة الإسبانية، ربما ذلك يعود لسهولة اللغة وطيبة الشعب الإسباني الأمر الذي ساهم بشكل كبير في خلق جو مناسب لي للتعلم ليس فقط من خلال المنهاج الدراسي وإنما كذلك من خلال الاحتكاك المستمر بالمجتمع المحلي وعدم الانطواء على النفس.
و رغم حبه للغة وحرصه على التعلم ورفع رصيده اللغوي من الإسبانية، لكن مع ذلك لم يدرك عبدالرحيم الدروشي قيمة وفعالية ما قطعه من شوط في تعلمه للغة الاسبانية، على مستقبله لاحقا، إلا في مرحلة دراسته للدكتوراه حيث يقول: لم أدرك قيمة ما تعلمته من الإسبانية إلا خلال دراستي في مرحلة الدكتوراه فقد اقترح علي مشرفي الأكاديمي متابعة مؤتمر منقول عبر الانترنت يرى أنه قد يعود بالفائدة على موضوع أطروحتي، حيث كان الحديث فيه عن السلطنة، وقد تمكنت فعلا من متابعة بعض النقاشات وأوراق العمل المقدمة في ذلك المؤتمر والتي كانت باللغتين الإنجليزية والإسبانية. وعلى المستوى الشخصي ساعدني تعلم الإسبانية على اكتساب صداقات مع زملاء لي حاليا في المملكة المتحدة وهم من أمريكا الجنوبية وإسبانيا والذين يسعدهم كثيرا حديثي معهم بلغتهم الأم.
تتطور في تعلم أي لغة يكون بوجودك بين متحدثيها والاستماع المباشر لهم، بالإضافة إلى محاولتك التحدث بها، وحتى مع ارتكابك الأخطاء، استمر لا تستسلم، هي مرحلة مهمة لتستطيع تطوير لغتك واكتشاف أخطائك، بالخطأ وحده تعرف مناطق ضعفك لتعمل على تفاديها مع الوقت.

كان حب وشغف سعيد بن سلطان البوسعيدي لتعلم اللغات والتعرف من خلالها على ثقافات وعادات شعوب العالم واضحا منذ الصغر، حيث كانت القراءة عن الشعوب الأخرى، وشراء كتب تعلم اللغات من أولوياته، ويعلق البوسعيدي على تلك المرحلة: كنت أحاول تطبيق ما تعلمته من تلك اللغات مع المحيطين بي ولكن لصعوبة إيجاد الأشخاص الذين تتحدث معهم باستمرار وباحترافية، وقلة المواد السمعية والبصرية آنذاك، كان السبب في عدم مواصلتي تعلم تلك اللغات، باستثناء اللغتين الإنجليزية والروسية؛ حيث أتيحت لي منذ سنوات فرصة متابعة هذا الشغف من خلال الدراسة بالروسية لنيل درجة الدكتوراه من جمهورية روسيا الاتحادية.
وعن رحلته في تعلم الروسية يقول البوسعيدي: تعتبر اللغة الروسية من أصعب اللغات حسب التصنيف العالمي، حيث تحوي على مصطلحات من لغات مختلفة وفيها أحرف تنفرد بها (مع بعض لغات دول الاتحاد السوفيتي السابق) عن غيرها من لغات العالم الأخرى، مما يشكل صعوبة في عملية النطق لدى المتعلم للغة، وكذلك احتوائها على الكثير من الصيغ والتعابير الشاذة، وتعدد قواعدها، كما يكثر بها الكلمات الطويلة والتي تتجاوز في بعض الاحيان العشرين حرفا. لكن سنتي التأسيسية بالجامعة والتي احتوت على دراسة مكثفة لأساسيات اللغة إلى جانب الاستعانة بالكتب والمراجع الجامعية، وقواميس الترجمة من وإلى اللغة الروسية (باللغتين العربية والإنجليزية)، والمواقع الالكترونية والتي توفر برامج مرئية ومسموعة لتعلم هذه اللغة، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة والاحتكاك المباشر بالمجتمع الروسي وبالطلبة والمحاضرين والباحثين في النطاق الجامعي، بالإضافة إلى متابعة وسائل الإعلام الروسية المقروءة والمسموعة والمرئية، كلها أمور أعانتني على سرعة اكتساب اللغة.
ولا يشعر البوسعيدي بالندم على دراسته للغة الروسية، حيث يرى أن دراسته السابقة والتي كانت باللغة الإنجليزية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير بجامعة السلطان قابوس، خدمته كثيرا في متابعة اختصاصه بالروسية حيث لم يواجه صعوبات جمة في تطبيق ما درسه في مرحلة الدكتوراه في واقعه المهني. لذا فهو يرى أن الدارس لتخصص بلغة غير الإنجليزية، عليه أن يتعلم الإنجليزية جنبا إلى جانب مع لغة دراسته، كواقع مهم لا يمكن الاستغناء عنه في سوق العمل المحلي والعالمي.
شغفي بقراءة الأدب الفرنسي باللغة التي كتب بها .. كان الدافع وراء تعلمي اللغة الفرنسية.
التحدث بلغات متعددة حلم رافق أمل بنت جمعة الراسبية منذ الصغر، بدأته بتعلم الإنجليزية، وفي سنوات دراستها بجامعة السلطان قابوس وجدت أمل فرصة سانحة لها لدراسة الفرنسية كمادة اختيارية، لكن مع ذلك أدركت أن ذلك لن يكون مجديا، فهي مادة لفصل واحد، لذا قررت بعد التخرج أن تدرس الفرنسية في مكان يختص بتدريس اللغة، فوجدت في المركز الثقافي العماني الفرنسي ضالتها، ومنذ ثلاث سنوات وهي تواصل دراستها للفرنسية ضمن مستويات متعددة. في البداية واجهت أمل تحديات في تعلم النطق، لكن مع الاجتهاد وحب التعلم استطعت التغلب على كل تلك التحديات. ومع الانتقال من مستوى لآخر، يزداد شغف أمل لتعلم المزيد. فأصبحت الفرنسية المفتاح السحري الذي دخلت به عالم الأدب الفرنسي الذي كانت دوما شغوفة بالتعرف عليه عن قرب، والقراءة عنه باللغة التي يكتب بها. وتطمح أمل مستقبلا لدراسة اللغة في دولة ناطقة باللغة الفرنسية، حيث تقول: لا تتاح لي فرصة التحدث باللغة خارج نطاق الصف الدراسي والمركز الفرنسي الذي أدرسه به. على عكس من يدرس الفرنسية في بلد ناطق باللغة، تتاح له مساحة أكبر ليطور من لغته، وهذا ما أتمنى أن أفعله يوما ما.
كنا في بداية تواجدنا باليابان نحمل القاموس الياباني الإنجليزي جنبا لجنب مع القاموس الإنجليزي العربي، ففي تلك الفترة لم تكن القواميس من اليابانية للعربية متوفرة.
اشتغل صالح بن حارث العامري في بداية حياته المهنية في وظيفة حكومية ومن خلالها سنحت له الفرصة للحصول على بعثة دراسية إلى اليابان مع مجموعة من زملائه لدراسة اللغة اليابانية للعودة بعدها والعمل لجهة عمله كمترجم. ولكن شاءت الأقدار ألا يكون تخصص الترجمة من اليابانية إلى العربية متوفرا في الجامعات اليابانية في تلك الفترة، لذا كان تخصص الأدب الياباني يبدو الخيار الأنسب لصالح وزملائه، كأقرب تخصص لعالم الترجمة، لكن صالح وزملاءه حصلوا على نصائح من اليابانيين بعدم دراسة الأدب الياباني فهو تخصص صعب على اليابانيين أنفسهم فكيف على غير الناطقين باللغة، فقرر صالح دراسة الاقتصاد.
وعن تجربته مع اليابانية يقول صالح: كنا في بداية تواجدنا باليابان نحمل القاموس الياباني الإنجليزي جنبا لجنب مع القاموس الإنجليزي العربي، ففي تلك الفترة لم تكن القواميس من اليابانية للعربية متوفرة، وذلك حتى نستطيع تدبر أمورنا الحياتية، بدايةً درست اللغة اليابانية مدة سنتين في معهد يختص بتعليم اللغة اليابانية لغير الناطقين بها. في البداية وجدت صعوبة في الاحتكاك باليابانيين، فالشعب الياباني شعب طيب ومسالم، لكنه خجول وعملي؛ فتجد الإنسان الياباني مشغولا بشكل دائم، إضافة إلى أن ساعات العمل لديهم طويلة، لذا لم تكن إقامة علاقات صداقة حقيقية مع اليابانيين في البداية أمرا سهلا، لكنه بالطبع لم يكن بالأمر المستحيل، ورغم ذلك كنت حريصا على الاحتكاك اليومي باليابانيين ما أمكن. بعد اجتيازي لسنتي اللغة، انتقلت لمدرسة تهيئ الطلبة لدخول الجامعات اليابانية، في اليابان الحصول على قبول في الجامعات ليس بالأمر السهل حتى على اليابانيين أنفسهم. ولكن مع الاجتهاد استطعت الحصول على القبول بالجامعة، ومع التطور في اللغة أصبحت الأمور أسهل وبدأت أتأقلم وأحب اللغة وأتعمق فيها، فدرست البكالوريوس في الاقتصاد، ثم الماجستير في الاقتصاد الدولي.
خلال سنوات دراسته باليابان قام صالح العامري بكتابة مقالات عن عمان في مجلات وصحف يابانية، وساهم في إعداد موضوع عن الألعاب العمانية الشعبية في قاموس (الألعاب الشعبية حول العالم) والصادر باليابانية. كما قام بترجمة العديد من المقالات والقصص من اليابانية إلى العربية. وبعد تقاعده من وظيفته الحكومية، رغب صالح في المحافظة على ممارسة اللغة اليابانية، لذا التحق بالعمل كنائب مدير عام لفرع Mitsubishi Corporation بمسقط.
كما يعمل حاليا مشرفا على البعثات المقدمة من الشركة لطلبة السلطنة، بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي ومكتب الشركة في طوكيو. كذلك عمل العامري مدرسا لدورات اللغة اليابانية بجامعة السلطنة قابوس. وهو أيضا عضو بجمعية الصداقة اليابانية العمانية بمسقط، ويشرف على برنامج تدريس اللغة اليابانية في الجمعية. ويطمح العامري مستقبلا للتفرغ للترجمة.
أنسب الطرق لسرعة اكتساب اللغة هي الانخراط التام في البيئة التي تمارس فيها اللغة، والتواصل من خلالها مع أبنائها الناطقين بها، وممارسة مجالات الاستماع بأنواعها كالاستماع إلى المذياع وما يبث فيه من برامج متنوعة. إضافة إلى مشاهدة التلفاز وممارسة مجالات قراءة الملائمة حسب المستوى التعليمي، ومجالات التحدث المتاحة في بيئة اللغة.
دوافع
تقول الدكتورة فاطمة بنت يوسف بن خلفان البوسعيدية، أستاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية -جامعة السلطان قابوس: تتباين دوافع تعلم الأفراد للغات الأجنبية، فهناك من يتعلمها لدوافع مهنية تتمثل في حاجة مجال عمل المتعلم للغة دون غيرها، ودوافع اجتماعية كزواج الشخص من ناطق بلغة تختلف عن لغته الأم، ودوافع أكاديمية كالدراسة أو التدريس بلغة معينة أو استجابة لمتطلبات مقرر دراسي مرتبط بلغة ما، أو الحصول على درجة علمية معينة. كما أن هناك دوافع قد تكون دينية كتعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها من أجل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وفهم أحكام الدين أو إعجابا أو رغبة في فهم الثقافة الإسلامية، كما أن هناك دوافع سياحية تتمثل في حب الإنسان للسفر وفهم ثقافة البلدان التي يزورها وتسهيل أمور تواصله مع شعوبها. وبالطبع لا يمكن أن نغفل الدوافع الشخصية التي تختلف من شخص لآخر والتي تتمثل في حب التحدي والاكتشاف، وتحقيق الرضا الذاتي وصقل الشخصية من خلال تعلم لغة وثقافة جديدة والتعمق فيها عن قرب، وبناء علاقات صداقة وتعارف مع أفراد الشعوب الأخرى.
تحديات
وتضيف الدكتورة فاطمة: تنقسم التحديات التي قد تواجه متعلمي اللغات الجديدة إلى تحديات متعلقة بطبيعة تلك اللغات من حيث النطق والسياق اللغوي والمفردات ومدى الاختلاف بين اللغة الدارجة فيها واللغة المكتوبة، إضافة إلى تحديات متعلقة بمدى الاختلافات بين اللغة الأم للمتعلم وبين اللغة التي يتعلمها من حيث الأصوات والمفردات والقواعد أو حتى النظام المكتوب بها. كما أن هنالك تحديات أكاديمية يتعلق ببرنامج ومنهاج تدريس اللغة من حيث وضوح أهدافه ومدى تفعيله للطرائق والاستراتيجيات والوسائل الحديثة للتعلم، وأنظمة التقويم المستخدمة فيه، وطبيعة المحتوى الدراسي المقدم، وخبرة المعلم الذي يؤديه، إضافة للتحديات الثقافية والنفسية والتي تتمثل في الصدمة الثقافية التي يتعرض لها المتعلم والتي قد تشعره بالفروق الثقافية بين لغته الأم واللغة الجديدة، ومستوى القلق والتوتر والخوف من الفشل في اكتساب اللغة الجديدة.
ختاما، قد تختلف أسباب تعلم لغة جديدة من شخص لآخر، لكن الأمر المتفق عليه هو حجم المردود المعرفي والاجتماعي والمهني الكبير الذي يجنيه المتعلم للغة أخرى لجانب لغته الأم.
التعليقات
التعليقات مغلقة