شغفها وإيمانها بنفسها وبما تفعل سافر بها لدول شتى، وجال بها بين ثقافات عدة، حيث ولد الحلم والفكرة، من صحم إلى مدينة جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية حملت فاطمة بنت راشد بن سالم المعمرية حقيبة تدريسها للغة العربية، فعملت كأستاذة فوق العادة، لتكون إحدى حصصها العلاقات الثقافية، والأخرى تعليم لغتنا الجميلة للآخر، البعيد عنا في الجغرافيا، الشريك معنا في الإنسانية وحق المعرفة.
فكانت للخبرة التي اكتسبتها فاطمة في فترة عملها كمعلمة للغة الإنجليزية بمدرسة عاتكة للتعليم الأساسي بولاية صحم، ومشاركتها في مشاريع تربوية محلية ودولية، إلى جانب تجربتها في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة جورجيا الأمريكية ومركز وورلد ليرننج في مسقط، وعملها الحالي كأستاذة لغة عربية في كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، دافعها لتأسيس مبادرة ترضى شغفها بتدريس اللغة والثقافة العربية، أسمتها (سفير لغتي وثقافتي).
جسور محبة
تقول فاطمة : هي مبادرة فردية تطوعية تحمل نكهة عربية عمانية للتعريف باللغة والثقافة العربية تضم كلا من فاطمة المعمرية كمؤسس لمشروع المبادرة، والطالب حيان بن سعود اللمكي والذي كانت له مشاركة سابقة في برنامج الشريك اللغوي بكلية كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، نمد عبر مبادرة ( سفير لغتي و ثقافتي) جسور الصداقة و المحبة لكافة شعوب العالم، نجول بها بين أروقة المؤسسات التعليمية والثقافية العربية والعالمية ضمن خطط تنظيم وتنسيق معدة مسبقا، من خلال التواصل مع القائمين على برامج تدريس اللغة العربية واللغات والثقافات في تلك المؤسسات، إضافة إلى الفئات الطلابية المهتمة بتعلم اللغة العربية والثقافة العربية بمختلف المجالات (الجامعية والدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية)، وكذلك المهتمون ببناء جيل واع ومثقف يعي أهمية التقارب الثقافي واللغوي في الدول التي تحط بها رحال سفراء المبادرة. فكانت لنا زيارات في الولايات المتحدة إلى بروكلين الحكومية بولاية نيويورك، وجامعة واشنطن جيفرسون في مدينة بتسبرغ بولاية بنسلفينيا، ومقر الأمم المتحدة بمدينة منهاتن. وفي اليابان جامعة طوكيو، وفي فرنسا المعهد العربي في العاصمة باريس، وفي بولندا كان للمبادرة زيارة لجامعة كراكوف البولندية، وفي ألمانيا كانت الزيارة لمعهد الثقافة الدبلوماسية بمدينة برلين. المبادرة أسهمت في التعريف الواسع باللغة العربية والثقافة العمانية. ومنحتنا كسفراء للمبادرة فرصة واضحة عن ماهية المشاريع والبرامج التي قد نستطيع الخروج بها من التجربة وتنفيذها لبناّء وصقل مهارات ومعارف الشباب العماني الناشئ في مجال حوار الحضارات والثقافات.
آفاق
ويضيف حيان : المبادرة فتحت لي آفاقا رحبة للتعريف بهويتي العربية والعمانية الأصيلة، وإيجاد قنوات تواصل مباشرة مع الآخر، ففي كافة المؤسسات التي كنا نزورها كنا نحرص على إقامة معرض مصغر يضم كتبا و صورا و مجسمات يعرف بالسلطنة وتاريخها العريق في عصور تاريخية متنوعة، كما يتم عرض بعض الحرفيات والصناعات التقليدية، وكذلك تقديم عروض مرئية عن الثقافة العمانية والدور الذي تقوم به كلية السلطان قابوس في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والإنجازات التي حققتها الكلية في الأعوام الأخيرة.، إضافة للتعريف برنامج الشريك اللغوي التي تنفذه الكلية ومدى الاستفادة التي يجنيها الطالب الأجنبي الدارس للغة العربية كلغة ثانية والطالب العماني المتحدث باللغة كلغة أم.
مواقف لا تنسى
عن أجمل وأطرف المواقف التي عاشها سفراء المبادرة في رحلاتهم، تقول فاطمة: في زيارتنا لمبنى الأمم المتحدة، رغم أن طبيعة ملابسي كانت توحي بأني مسلمة بحكم الحجاب، ولكن لا تحدد هوية البلد الذي أنتمي إليه، وكذلك كان حال زميلي حيان. ومع ذلك تفاجأنا بالموظفين يقفون لتحيتنا والحديث معنا، فقط لأن شعار الخنجر الصغير الذي كنا نرتديه لفت انتباههم وأعلمهم بهوية البلد الذي جئنا منه، فيقفون لتحيتنا والحديث معنا احتراما ومحبة منهم للسلطنة مما أشعرنا بفخر عظيم وسعادة لا توصف.
كذلك في زيارتنا لمدرسة بروكلين الثانوية أصيب الطلبة بالدهشة والاستغراب لرؤيتنا نرتدي الملابس العمانية التقليدية، متسائلين عن ذاك العالم الخيالي الذي قدمنا ؟، بعضهم كان يعتقد بأننا من أفغانستان او إيران، حينها استشعرنا بأن عالمهم ضيق المعارف لم يكونوا يعرفون الكثير عن عمان، فوضعنا أمامهم خارطة العالم لنحدد لهم موقع وشكل البلد الذي قدمنا منه. فأبدوا دهشة أكبر، وهم يقولون لنا: هل قطعتم هذه المسافة الكبيرة للوصول إلى هنا؟ هذا شيء مذهل حقا!
طموح
فاطمة: أتمنى أن يكتب للمبادرة الاستمرارية، وأن تخرج من الصبغة الأكاديمية والرسمية، لتشمل نطاقات أخرى كالمؤسسات المعنية بالسياحة، والناس العامة في البلدان التي ستزورها المبادرة مستقبلا.
فعلا اخي راشد ، وهي كانت معلمتي ايضا، معلمة ذات همه نبيله وغاية محموده، اللهم وفقها اينما كانت❤️
أنا عرفت الأستاذه عن قرب، فوجدتها كالمطر أينما وقع أيعنت الأرض واتشحت بالخضار. عرفتها معلمة لغة انجليزيه رائعه، ثم مدرسة لغة عربيه للناطقين بغيرها، فكانت أكثر روعة وتألقا لخدمة اللغة ونشرها في شتى ربوع العالم. كل التوفيق .
جممييل جدا وطرح مميز بالتوفيق